أحنُّ إلى الصِدِّيق نفسي فداؤه
فقد كان يلقى سيفُهُ كلَّ ظالم ِ
هو المؤمن المقدام في السلم والوغى
له حبّ أهل البيت من آل ِ هاشم ِ
يحبُّ رسولَ الله في الله حبّه
ويهواه في الدين الحنيف المُعظـَّم ِ
وآلى مكوثَ الغار قربَ محمّدٍ
وكان رسولُ الله بالله يحتمي
له الدينُ والإيمانُ والخاتمُ الذي
بهِ اللهُ يعطي أمرَةُ كلَّ قائم ِ
وظلّ أبو بكر ٍ صدوقاً وفارساً
لدفع الأعادي أو لحمل ِ الدعائم ِ
وإنّ من الخطّابِ عدلاً وعفـّة ً
وحزماً تبدّى في الأمور العظائم ِ
يسوسُ عبادَ الله بالعدل والتقى
ومنه قصاصٌ يعتلي كلَّ مجرم ِ
تخاف الخطايا أن تدوس طريقهُ
وتخشاهُ عند الحَق ِّ أعتى العمائم ِ
هو العدلُ والميزانُ كان بكفـِّهِ
يُلاذُ بهِ في المُعضلاتِ العوارم ِ
أقامَ حدودَ الله في كلِّ بلدة ٍ
وجاشَ بعزم ٍ كالليوث الضراغم ِ
عنيفٌ يهزُّ السيفَ في وجهِ من بغى
رقيقٌ على الأيتام عند المغارم ِ
وصارت لعثمان الخلافة ُ بعده
فكان حليماً عادلاً غيرَ ظالم ِ
وكان رقيقَ الخلق ِ فازداد رقـَّة ً
على كلِّ أمر ٍ قائم ٍ في المكارم ِ
وقد جمعَ القرآن بالعلم والتقى
وجاء بترتيبٍ من العلم ِ قائم ِ
فأكرمْ بهذا الشيخ في الحكم إنهُ
عدولٌ ويخشى الله عند الخواتم
فمات شهيداً فوق مصحفِ عزّةٍ
وقد عانق القرآن في سائل ِ الدم ِ
بنى المجد في الإسلام عدلاً وعِفـّة ً
بفضل المساعي وابتناءِ العواصم ِ
وإنَّ عليّاً نورُ بدر ٍ بوجههِ
وليثٌ حمى الإسلامَ من كلِّ غاشم ِ
أبادَ جنودَ الكفر في حرب خيبر ٍ
وأوجعهم ضرباً علا في الجماجم ِ
وكان عليٌّ قائمَ الليل ساجداً
على القبلة الغرّاءِ ذاتِ الدعائم ِ
بهِ ضربَ الله الذين تحزّبوا
فأهوى على أعناقِهم والمعاصم ِ
وما الناسُ لولا آل جعفر منهمُ
وهم في الوغى عزمُ الأسود القشاعم ِ
كأنكَ لم تشهد ببدر ٍ وطيسَها
عليٌّ بها حامي ذِمار ِ المحارم