رماني كالعدو يريد قتلي فغالطني وقال أنا الحبيب
وأنكرني فعرفني إليه لظى الأنفاس والنظر المريب
وقالوا لم أطعت وكيف أعصي أميراً من رعيته القلوبُ
ألا لله بـــــادرة الـــــطــــــــــلاب * وعـــــزم لا يـــــروع بالعـــــتاب
إذا ما اليأس خيـــــبنا رجـــونــا * فشجعنا الرجاء على الطلاب
أقـول إذا استطار من السواري * زفـون القطر رقاص الحباب
كـــــأن الجــــو غص به فأومى * ليقذفـــــه عـــــلى قمـــم الشعاب
جـــــدير أن تصـــــافحه الفيافي * ويسحب فوقها عذب الرباب
إذا هـــــم التـــــلاع رأيـــت منه * رضــــابا في ثنيات الهضاب
سقـــــى الله المــــدينة من محل * لبــاب الماء والنطف العذاب
وجـــــاد عــــلى البقيع وساكنيه * رخـــــي الـــــذيل مــلآن الوطاب
وأعلام الغـــــري وما استباحت * معـــــالمها مــــن الحسب اللباب
وقبـــــر بالـــــطفوف يضم شلوا * قـــــضى ظمــــأ إلى برد الشراب
وبغـــــداد وسامـــــرا وطــــوس * هطـــــول الــودق منخرق العباب
قبور تنطف العـبرات فيـها * كما نطف الصبير على الروابي
فلو بخـــــل السحاب على ثراها * لـــــذابت فـــــوقها قــطع السراب
سقـــــاك فكـم ظمئت إليك شوقا * عـــــلى عـــدواء داري واقترابي
تجـــــافي يا جــنوب الريح عني * وصوني فضــــل بردك عن جنابي
ولا تـــــسري إلــــي مع الليالي * ومـــــا استحقـبت من ذاك التراب
قليـــــل أن تقاد له الغوادي * وتــــنحر فيه أعناق السحاب
أما شـــــرق التـــــراب بساكنيه * فيلفظهـــــم إلـــــى النعــم الرغاب
فكم غدت الضغائن وهي سكرى * تـــــدير عـــــليهم كـــأس المصاب
صـــــلاة الله تخـــــفق كـــــل يوم * عـــــلى تلـــــك المعالــــم والقباب
وإنـــــي لا أزال أكـــــر عــــزمي * وإن قـــــلت مساعـــــدة الصحاب